الفن والحياة - ميشيل يوجين شفرول
ميشيل يوجين شفرول، عالم كيمياء فرنسي، عرف بأعماله على الأحماض الدهنية والتصبن واكتشافه للستيرين، وتوصل بمبادئ عمله العلمي إلى تطبيق ذلك في الفن والحياة اليومية، وقدم مساهمة كبيرة للعلم والفن امتدت طوال حياته، ولد في يوم ٣١ أغسطس عام ١٧٨٦م بمدينة أنجيه الفرنسية، وتوفي في يوم ٩أبريل عام ١٨٨٩م في العاصمة الفرنسية باريس.
شهدت فرنسا في الفترة التي عاش فيها شفرول اضطرابًا تاريخيًا تمثل في الثورة الفرنسية التي عايش فيها عمل المقصلة وهو لا يزال حدثًا صغيرًا، وتم بعد ذلك بناء برج إيفل في آخر أيام حياته، ونُقش اسمه عليه ضمن ٧٢ شخصًا مؤثرًا في تاريخ فرنسا.
اختار تخصص الأحماض الدهنية، الذي قاد أولى الاكتشافات في العلاقة بين الرسم والعلم، وصادق بعد ذلك على اكتشاف حمض هيباديكانوك و الكرياتين، وقام بتصميم أول أنواع الصابون المستخرج من دهون وأملاح الحيوانات، وعاش لمدة 102 سنة ليتخصص أيضاً في علم الشيخوخة.
يُعد شفرول واحدًا من الرواد الأوائل المؤسِّسين لعلم الكيمياء العضويّة، فكان لميله البحثي الأثر الكبير في اتجاهه إلى البحث حول السكريّات، فأتيح له في العام 1815م من عزل السكّر الذي في مدرّ البول لدى أحد مرضى السكّريّ، لكي يثبت إثر عزله هذا مطابقته لسُكر العنب، ولقد قدم عبر خطوته الأولى سبيلًا للاعتراف بالسكريّ كمرضِ تبادِل موادّ (أيْض) خاصٍّ بالسُّكَّر، ولكن المشكلة لم تُفهم إلا بعد مرور ١٠٠ عام من اكتشافه هذا.
عملَ شفرول في عام 1824م مديرًا لمصنع صِباغ سجاجيد الجدران المطرّزة الخاصّ بشركة "غوبلين" في باريس، وكانت إحدى المشاكل المركزيّة التي واجهته واضطرّ إلى التعامل معها هي اختلافات الصِّباغ الذي كان يُمكن تمييزه في بعض الأحيان لدى غزل صوفِ سجّادة الجدار، وكان جزءٌ من هذه المشكلة متعلق ببهتان الألوان، الأمر الذي تعامل معه شفرول من ناحيةٍ كيميائيّة، بينما لم تكن للجزء الآخر من المشكلة علاقةٌ ببهتان اللون، وإنما بالتغير الإدراكيّ الذي أثّرَ على التنوّع بفعلِ التناقض الناتج بينه وبين الألوان القريبة منه، وكان لهذا الاكتشاف الهامّ، الذي أطلق عليه اسم التناقض المتزامن، دورًا في جعلَ شفرول يطوّر نظريّة الألوان التي أثّرت بصورة بعيدة المدى على عالم الفنّ، وتبدأ النظريّة بملاحظةٍ مفادُها أنّ جهازَنا البصريّ مُصمَّم للعناية بشكلٍ خاصٍّ بالأطراف والخطوط المُحيطة بالصورة، باعتبار ذلك أمرًا جوهريًّا جدًّا في تمييز الحيوانات والوجوه والأغراض، وبكلماتٍ أخرى، عندما تضمّ مساحةٌ ما لونًا رماديًّا غامقًا ولونًا رماديًّا فاتحًا يفصل بينهما حدٌّ مشترَك، فإنّ القسم الذي لونه رماديٌّ فاتح والمُجاوِر للحدّ، سيبدو أفتح لونًا، والقسم الذي لونه رماديٌّ غامق سيبدو داكنًا أكثر، وهذا هو ما يسمى تأثير المقطع الملائم، وهو ما يحدث عندما يكون الحدّ نفسُه بارزًا للعيان.